بيان الرعيل الأول …

{ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً ْ}  الأحزاب60

أبناء شعبنا المناضل:

                    ونحن نمر في ارتريا منذ أكثر من ربع قرن بمعاناة مؤلمة نجمت عن ممارسات الحكم الدكتاتوري الجاثم على صدر شعبنا كنا وما زلنا نعلق الآمال العراض على أبناء شعبنا وخاصة جيلنا الراهن الذي فتح عينيه على معاناة أهله وهو يعيش في كنف دولة مستقلة ، فكيف بنا ونحن الذين شكلنا كرعيل أول الفوج الذي إفتتح مسيرة الكفاح الوطني المسلح ومر بمنعطفات متعرجة كثيرة ، ومنذ ان انطلقت بندقية الشهيد القائد حامد ادريس عواتي في جبال أدال وأعلنت جبهة التحرير الإرترية بداية عهد جديد في ارتريا كنا نحن الحيل الذي أقسم إما نصر وإما الشهادة ، وقد نصرنا الله ونحن قلة ، عدداً وعدة على فلول الأستعمار ، ثم جددنا العهد بعد ان سطت عصابات نظام اسمرا على انجاز الإستقلال واقصت الجميع من ممارسة حقه المشروع في العيش الكريم والآمن وبعد ان جحدت حق المناضلين ومنعتهم من دخول ارضهم وديارهم جددنا العهد لنكون حراس البوابات الخارجية والداخلية لجبهة التحرير الإرترية وان نصون قسمنا وعهدنا معها على ان تمضي بنا الى مسيرة النضال حتى تحقيق التحرير الكامل لإنسان ارتريا وبناء دولتة الحرة والمستقلة التي ينعم فيها الجميع بالأمن والسلام . وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه فعلاً نضالياً متقدماً على طريق المواجهة وتعزيز دور الجبهة الرائد في مسيرة المقاومة ، باغتتنا أصوات غريبة غير معهودة في هذا الظرف العصيب تمثلت في الموقف السلبي من بعض اخوة المسيرة المناضلين في جبهة التحرير الإرترية والذين عرفناهم صامدين موحدين يريدون شق الصف وفتح جرج في الجسم الذي يكابد ظروفاً عصيبة اقليمياً ودولياً ليرفعوا صوت التمرد والعصيان على مخرجات الأجتماع الأخير للمجلس المركزي لجبهة التحرير الذي واكبناه بدقه ونورنا بكل مخرجاته التي تمت في ظروف طبيعية وتوافق تام . وعند ذلك كان لا بد لنا من ممارسة واحبنا في حراسة الجبهة من أي تصدع لا سمح الله في هذا الظرف فكونا لجنة ضمت عدد من المناضلين المعروفين في مسيرة الجبهة وسعينا للإتصال بقيادة الجبهة المنتخبة من المجلس المركزي وعلمنا كل تفاصيل اجتماع المجلس ثم وقفنا مع الأخوة الذين يرفضون تلك المخرجات في سبيل ايجاد مخرج ملائم لتلك الأزمة الخطيرة والمفاجئة ، ورغم كل المساعي التي كنا نبذلها الإ اننا فوجئنا بالبيان الإنشقاقي عن الجبهة وموقع بإسم قيادة منتحلة {المكتب التنفيذي} وعلى ورقة حملت اسم جبهة التحرير الإرترية وهذا ما سعينا جاهدين لتجاوزه ، وقد أسفنا وتألمنا أن نخدع بمسايرتهم لنا في الحوار وناقشنا معهم كل المقترحات التي اجتهدنا فيها ولكن ظهر لنا جلياً الآن ان تلك الخطوة كانت مبيته وإن الغرض منها ليس اصلاحاً ولا صيانة للجبهة ومكتسابتها ، بل نقول انها وفي هذا الظرف العصيب والمتربص الذي يحيط بعموم اطراف المقاومة الوطنية لا تعني إلا تفسيراً واحداً يتمثل في انها تضع الشعب والجيل الراهن امام صورة محبطة تعزز اليأس والحزن في صدور الجيل الراهن ، وتريد ان تعطي رسالة أن النظام سيكون بأمان لأن المعارضة وجبهة التحرير الإرترية منهمكة في واديٍ آخر غير طريق توحيد الصفوف بوجهه.

             أيها الشعب الأبي يا أبناءنا الصامدين:

نحن نتابع على الأرض مناضلي الجبهة الصامدين وفروعها ، وكلهم يرفضون هذا الأسلوب المراوغ في تشويه الجبهة ونقول لهم قد سبقكم غيركم الى هذا المسار ولم يفلحوا في وأد الجبهة وغاب أكثرهم عن المشهد وظلت الجبهة برعيلها وشبابها عصية ومنيعة من التصدع ، وما جاء في بعض المنشورات التي ادعت المفاصلة بين كيانات قد اندمجت منذ ما يقرب من عقدين هو اسطوانة مشروخة رفضتها الجبهة على مدى ستة عشر عاماً ، ونقول للأخوة الذين نكن لم التقدير رغم خطوتهم المنكرة ، لا تعزفوا على اوتار الشقاق ، لأن عجزكم عن استيعاب النهج الوحدوي في داخل التنظيم سوف يجعل الأخرين يفقدون الثقة في ادعائكم بوحدة صف المقاومة الوطنية ، ونتساءل مع الكثيرين كيف كونتم هذه القيادة وما هي مرجعيتكم ؟؟ وأين القاعدة التي تدعون انكم ستعيدون بها الجبهة الى سابق عهدها ؟؟ وتعلمون يقيناً أن مثل تلك الخطوات الإنشقاقية هي اسلوب تفتيت فاشل مورس على الساحة من قبل ولكن ما ينفع الناس بقي في الأرض  .  

 وعلى هذا فإننا نؤكد أمام جماهيرنا ، وننصحكم به:

  • محاولة شق صفوف جبهة التحرير في هذا الظرف تقدم اسناداً يطيل من معاناة شعبنا .
  • الجبهة مؤسسة تنظيمية ديمقراطية وما يحكمها هو البرنامج السياسي والتنظيمي المتفق عليه في مؤتمرها الوطني العام .
  • التمسك بقرارات مؤسسات الجبهة ( المؤتمر _ المجلس المركزي_ اللجنة التنفيذية ) كمؤسسات تنظيمية هو الذي يحقق صيانة الجبهة وتعزيز دورها .
  • يمكن لأي طرف ( ان يصدر البيان تلو الآخر) ولكن ما يحكم ويحسم أي أمر هو الواقع الموجود أمامنا والملموس بأيدنا ، فلا تشمتوا فيكم الأعداء وتشوهوا دوركم وتاريخكم .
  • نناشد الأخوة بتحكيم العقل والهدوء والعودة في جادة الصواب فالجبهة أرحب من أن تضيق بنقد أو تصحيح عبر مؤسساتها التنظيمية .
  • نؤكد نحن في الرعي الأول تمسكنا بالشرعية التنظيمية ومخرجات الأجتماع الدوري الأخير للمجلس المركزي لجبهة التحرير الإرترية.

عاشت جبهة التحرير الإرترية رائدة للنضال الوطني

عاش جيش التحرير البطل الصامد

الخلود لشهدائنا الأبطال .

الرعيل الأول و قدامى المحاربين

13/1/2019م

احدث المنشورات