البيان الختامي للاجتماع الدوري الثاني للمجلس المركزي
يا أبناء شعبنا الإرتري المناضل
أشقاءنا وأصدقاء نضالنا الوطني:
في ظل ظروف غاية في الدقة وتطورات متلاحقة تشهدها منطقتنا وتلقي بظلالها على ساحتنا الوطنية، عقد المجلس المركزي لجبهة التحرير الإرترية اجتماعه الدوري الثاني،
وقد كرس معظم جلساته لدراسة معاناة شعبنا ووطننا التي امتدت لربع قرن تحت ممارسات الزمرة الطائفية التي اختارت أن تصب جهدها في تخريب أساس الإجماع الوطني وهدم قواعد التعايش بين مكونات الشعب الإرتري التي استقرت عبر مسيرة طويلة من الشراكة والتضحيات الباهظة.
فقد لاحظ الاجتماع أن عصابة التسلط والقمع قطعت شوطاً طويلاً في خيانة أهداف حرب التحرير ومبادئ الثورة التي أسقطت مشروع الاستعمار حيث جعلت من إريتريا سجناً كبيراً ومحرقة دائمة لأبنائها بعد أن حولتها إلى ملكية خاصة لخدمة فئة بعينها وأهدرت حقوق الآخرين في أرضهم عبر منهج التغيير الديموغرافي وحاربت الطموح والخيارات الأساسية لأغلبية ظلت تعطي وتضحي من أجل إريتريا بسخاء لأكثر من نصف قرن.
أيها الجبهجيون الأوفياء:
يا أبناء شعبنا الصامد:
لقد تربع أسياس أفورقي على رأس عصابة أقامت سلطة ضيعت أحلام العيش بكرامة لكل الإريتريين ودفعت بهم عبر سياساتها غير المسؤولة إلى مجاهل الموت بالجملة وحاصرتهم بمستقبل مظلم، الأمر الذي أدى إلى تصاعد ملحوظ في مظاهر الكراهية ونشاطات التذمر ضدها في أوساط الشعب وبين فئة الشباب على وجه الخصوص التي أهدرت السلطة القمعية ربع قرن من عمرها وغدرت بتطلعاتها وقتلت أحلامها في بناء وطن يتيح لهم فرص حياة كريمة وآمنة. فتوسعت مظاهر المقاومة لهذه الزمرة الفاسدة على صعيديّ الداخل والخارج. وإزاء هذا فإن المسؤولية تفرض على ج.ت.أ والقوى الوطنية المقاومة لمنهج وسياسات النظام أن تصعِّد من وتيرة النضال وتنسق جهودها وقدراتها من أجل التعجيل بإزالة نظام عصابة الشعبية وإنقاذ شعبنا وبلادنا من هاوية الدمار الكامل والفشل الذريع الذي تجره إليه هذه الطغمة الفاسدة. وفي هذا السياق فقد أكد المجلس المركزي استعداد جبهة التحرير الإرترية للمشاركة ودعم أي جهد وطني يصب في خدمة مشروعنا المقاوم ويحقق رغبة أبناء شعبنا في إزالة الدكتاتورية وإقامة البديل الوطني الديمقراطي العادل، وجدد موقف الجبهة بضرورة إنجاح المؤتمر الثاني للتغيير الديمقراطي وتصحيح أسس الشراكة وأدواتها النضالية من أجل فاعلية أكبر وتطوير أداء الأطر الجماعية في كل من التحالف الديمقراطي الإرتري وجبهة التضامن الإرترية بما يلبي شروط المرحلة النضالية الراهنة.
وأشاد المجلس المركزي بصمود أبناء شعبنا في وجه النظام ولا سيما الشباب وحيا حراكهم الذي فضح ممارسات النظام وجرائمه بحق شعبنا أمام المجتمع الدولي، وقدَّر عالياً دور المنابر الإعلامية الإرترية ووسائط التواصل الاجتماعي التي تعمل على تعميق الوعي بين مختلف الفئات وتسهر على ربط مجهودهم بقضايا الوطن المركزية، ودعا إلى مزيد من النضال والتلاحم بين القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، كما تناول الاجتماع معاناة أبناء شعبنا في معسكرات اللجوء والأخطار المطبقة بحياتهم جراء فقدان الأمن وامتداد أيادي المجرمين من شبكات تجارة البشر وعديمي الضمير وتقاعس المجتمع الدولي عن مسؤولياته في حمايتهم علاوة على معاناتهم الناتجة عن قطع الجهات المعنية القليل من مستلزمات الإبقاء على حياتهم من ماء وغذاء ودواء. وفي الوقت الذي يشيد المجلس المركزي بتمسك اللاجئين بهويتهم الوطنية رغم ما يتعرضون له من ترهيب وترغيب فإنه يدعو المجتمع الدولي ومنظماته المعنية إلى تحمل مسؤولياته في حماية اللاجئين وتوفير مستلزمات الحياة لهم إلى حين توفر الظروف المناسبة لعودة كريمة إلى وطنهم.
يا أبناء جبهة التحرير الإرترية وأصدقائها:
لقد درس المجلس المركزي بتعمق أداء الجبهة خلال المرحلة التي أعقبت المؤتمر الوطني التاسع واطّلع على التقارير السياسية والإدارية والمالية التي تقدمت بها اللجنة التنفيذية ووقف مطولاً أمام تفاصيل أداء أجهزة ومؤسسات الجبهة وأشاد بالروح النضالية العالية والالتزام المبدئي لمناضلي ج.ت.أ وجماهيرها ومؤيديها وأصدقائها وحيا صمودهم في وجه الصعوبات والظروف غير المواتية التي طبعت الفترة المنصرمة، ودعا إلى مزيد من العطاء وتصعيد وتيرة العمل النضالي مؤكداً أن مسيرتنا مستمرة حتى تحقيق أهداف شعبنا في إسقاط سلطة النخبة الطائفية واسترداد حقوق شعبنا في الحياة الطبيعية ودولة المؤسسات والقانون، واتخذ من القرارات والموجهات ما يضمن نجاح تطوير نضالنا وصبها في خطة عمل المرحلة المقبلة، وأشاد الاجتماع بصمود جيش التحرير الإرتري وتمسكه ببندقية عواتي ودعا جماهير الجبهة إلى الاستمرار في حملة دعم صمود جيش التحرير.
وتقدم المجلس المركزي للجبهة بالشكر والتقدير للحكومة الإثيوبية ولكل الأشقاء والأصدقاء الذين ساندوا حقوقنا المشروعة ودعم مقاومتنا للسياسات الظالمة لنظام أفورقي، ونضالنا من أجل استعادة الحياة الآمنة لشعبنا ووطننا. ودعا شركائنا في المنطقة إلى لعب دور في إنهاء مأساة شعبنا من خلال دعم مسيرة مقاومته الوطنية من أجل استقرار المنطقة ومصلحة التنمية فيها.
وفي ختام جدول أعماله انتخب المجلس المركزي اللجنة التنفيذية لقيادة المرحلة القادمة.
التحية لجيش التحرير الإرتري البطل.
التحية لشعبنا المقاوم في الداخل.
والتحية لشعبنا في معسكرات اللجوء .
عاشت جبهة التحرير الإرترية.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
المجلس المركزي
26/12/2016م