
بيان لمناسبة ذكرى التحرير والإستقلالجماهير شعبنا الصامد :
مرور ذكرى استقلال اي شعب من شعوب الأرض هي مناسبة احتفاء وكرنفالات قصص بطولية وإضاءة صفحات من امجاد هذا الإستقلال بما يجعل الشعب محتفياً بنشوة النصر على عدوه وعلى من سامه المعاناة وانتقص من فرص مستقبله وبنائه ، يروي قصص أولئك الذين قدم دماءهم وارواحهم فداءً للارض ويروي ايضاً امجاد حاضر رسمته عجلات البناء والتنمية في ربوع الوطن ، حال الشعوب من حولنا تحتفي بالاستقلال لتعدد منجزات ووثبات نحو المستقبل المشرق الذي يكون فيه الإنسان المنعم بالحرية ، بنّاءً ومنمّياً ومهندساً ، ويكون قبل ذلك كله يتقلب بين جنبات الوطن آمناً مطمئناً ينشد مع كل شروق فجر جديد إضافة سطر من العطاء وارتقاء درجه في سلم التقدم .والإحتفاء بالإستقلال هو مناسبة لتلقي التهاني من الدول والشعوب المناصرة والصديقة ، هذه الصورة من احتفالات الإستقلال هي الطبيعية والسارية على تواريخ الشعوب من حولنا ، فكم من دولة في الجوار تروي حكاياها وفصول نضالها وتعتز بما قدمت وتفاخر بما ستقدم ، فكيف حالنا وحال أهلنا في ارتريا ؟ .. كيف هو عيد الإستقلال وكيف يكون الاحتفاء به والناس تعصف بها رياح الصحاري وتنوء بها مدن المهجر والإغتراب ، بل قل مدن الملاذات الآمنة التي اختارها الشباب مرغمين بعد ان طالهم عدوان النظام الجائر ومخالب عسكره وعسسه وضيّق حولهم حبل الحياة ليلتف حول اعناقهم ليخنق في صدورهم أي معنى للحرية والسلام والأمن .لقد وقفت جبهة التحرير الإرترية ، ومنذ اليوم الأول لدحر العدو الإثيوبي موقفاً وطنياً أكد على ان إستقلال ارتريا هو انجاز خالص لنضال الشعب الإرتري منذ فجر الفاتح من سبتمبر1961م الذي وضع لبنة مسيرة الكفاح المسلح ونزف في سبيل حريته الدماء وقدم لها الغالي والنفيس وارتقت من بين صفوفنا أرواحاً إستشهدت في سبيل الوطن الكبير ، وأعلنت الجبهة موقفها الوطني ليثبت كل شعب ارتريا تمسكه بخيار الإستقلال في الإستفتاء الذي اعلنته الحكومة المؤقتة في حينه ، بالرغم من معرفة الجبهة بطبيعة القوى والمجموعة التي اعتلت السلطة في اسمرا ، ولكن ومنذ هذا التاريخ فإن التمييز بين حقنا في الدولة وموقفنا من السلطة كان بيّناً وصريحاً ، ولم نتفاجأ عندما سلك نظام الشعبية وطاغيته المستبد ومنذ أيامه الأولى في اسمرا مسلك التكبر والتعالي والتسلط على الشعب وتبنى لغة العجرفة ضد كل القوى السياسية ، وليس ذلك فحسب بل اوغل في الجحود والإنكار لنضال الشعب وقواه السياسية وناصبها العداء واعلن وزج بمناضليها وقادتها في السجون المجهولة ، ثم ولج مرحلة اخرى صفّى فيها مناضلي الجبهة الشعبية ذاتهم وغدى الطاغية افورقي كعقرب تفرغ سمها في جسدها بعد أن اعيته صيغة التعايش والاستماع لكل صوت ينتقد سيره وسلوكه
.لقد خاضت جبهة التحرير الإرترية منذ النصف الأول لتسعينيات القرن الماضي حركة دؤوبة لرص صفوف القوى السياسية لمواجهة سياسة النظام المستبد في اسمرا وتأسيس الكيانات المشتركة للقوى الوطنية المقاومة لدكتاورية عصابة اسياس ، واستمرت بهذا الدور لفصول عديدة كان محطتها المشهودة تحقيق اكبر تحالف وطني بين كافة الأطر المقاومة للنظام ، وعلى قدر هذا الدور المبادر من الجبهة في ساحة المقاومة ، فإننا اليوم نستشعر مع العديد من القوى المناضلة ضرورة تفعيل وتحريك قوى المعارضة لتخطوا مضامير أساسية في ميدان المواجهة ضد النظام ولا يتأتي ذلك الا من خلال الترصين العملي والموضوعي للكيان الجامع للمعارضة الإرترية والعودة به الى المسار الجاد الذي يوظف طاقات الجميع باتجاه الهدف الإستراتيجي المتمثل في اسقاط النظام الشمولي في اسمرا وخلق البديل الوطني الديمقراطي الذي يعبر عن ارادة كل الطيف السياسي وتطلعات شعبنا الذي يعاني الأمرين في الداخل والخارج .شعبنا الصامد واخوتنا في مسيرة المقاوم .
نثمن توصل طرفي الصراع في الحرب الاثيوبية الى اتفاق سلام نرجو أن يتكلل بالسلام الدائم و أن تشهد المنطقة الاستقرار و التنمية بما ينعكس على عموم المنطقة..نناشد الحكومة الفدرالية و حكومة اقليم التقراي بأن لا يسمحوا لأي طرف اقليمي بالإنخراط في الشأن الاثيوبي الداخلي حتى يستدام السلام.
كما نعرب عن عميق اسفنا لما وصلت إليه الأوضاع في السودان الشقيق و نطالب طرفي الصراع الى تحكيم صوت الحق و حقن الدماء و المضي قدماً في تحقيق تطلعات و امال الشعب السوداني..
المجد لشعبنا الباسل الذي انجز صفحة الإستقلال الوطني
المجد لشهداء مسيرة التحرير والكفاح المسلح
المجداً لشهداء المقاومة الوطنية في مواجهة استبداد السلطة الدكتاتورية
الحرية للمناضلين القابعين في سجون الظلم والعدوان في ارتريا النصر لنضالنا الوطني من اجل بناء وطن للجميع
جبهة التحرير الارترية
24/05/2023