بيان صادر عن جبهة التحرير الإرترية
لمناسبة الذكرى { 61 }لإنطلاقة الكفاح المسلح
جماهير شعبنا الصامد:
في هذا العام تمر علينا ذكرى انطلاقة الثورة الإرترية واعلان الكفاح المسلح بوجه الإحتلال الإثيوبي الكهنوتي ذي الأطماع التوسعية في الأول من سبتمبر عام 1961م ، ونحن نطوي واحد وستين عاماً من خلفنا لندخل الى العام الثاني والستين بحالٍ لا يرضي الكثيرين منا ولن نقبله لشعبنا الإرتري المكابد لنظام دكتاتوري قهري جثم على صدره لثلاثين عاماً دون ان تمسه المقاومة الوطنية بيد ضاربه تضع حداً لمأساة ومعاناة شعبنا ، والوقوف على ذكرى انطلاقة الكفاح المسلح شعبنا في هذا العام تدهمنا بسؤال جوهري: كيف تسنى لثورة سبتمبر العظيمة ان تقبل على أكبر مواجهة عسكرية وبطولية ضد احتلال عسكري امتلك التسليح المتقدم والمتفوق على جيش التحرير الوطني ان تنجز خطوات النصر يوماً بعد آخر بعتاد قليل ودعم شحيح الا من قوت الشعب وتنجز الإستقلال التام ، في حين تعجز المقاومة الوطنية رغم اتساع فرص تدويلها لقضية معاناة شعبنا ومواجهة النظام غير الدستوري وغير الشرعي في البلاد أن تسقط نظام تتكسر قوائمه في كل يوم ويرفضه الشعب في كل حين ، والسؤال الأكثر أهمية: لماذا تتغير الأولويات التي تم التوافق عليها في منابر رئيسية للمعارضة لتدخل بوصلة العمل المقاوم في تبدل غير متسق مع الثوابت التي اكدتها المقاومة عبر العقود الثلاثة الماضية وأبرزها تحديد محور الأزمة السياسية في البلاد والمتمثلة في نظام القهر المستبد في اسمرا ؟
في مثل هذا اليوم خير ما يُستهلُ به هو توجيه تحية الإجلال والإكبار للقادة المؤسسين لإنطلاقة جبهة التحرير الإرترية كفصيل رائد افتتح عهداً وطنياً جديداً للشعب وخلق الإنعطاق التاريخي الكبير في معادلة المواجهة ما بين الإحتلال الإثيوبي المتخلف وبين ارادة شعبنا الوطنية بعد أكثر من عقدين من المواجهة السياسية الشرسة والشجاعة للأحزاب الوطنية الإرترية التي تمسكت بالإستقلال التام لإرتريا ورفضت الخضوع لإرادة الامبراطور الإثيوبي المقبور ومن شايعه من مسلوبي الحس الوطني الإرتري ، نتوجه بالتحية للرعيل المؤسس للجبهة وعلى رأسهم القائد الشهيد ادريس محمد آدم ، كما نتوجه بالتحية والإكبار لقائد الميدان ومفجر انطلاقة سبتمبر القائد الشهيد حامد ادريس عواتي ورفاقه الأبطال ،
جماهير شعبنا المناضل:
لقد اكدت الجبهة منذ العام 1993م وبُعيد اعلان دولة ارتريا المستقلة ومن على منصة أول تجمع وطني مقاوم لنظام اسياس افورقي الدكتاتوري ان الهدف الإستراتيجي والجوهري للمقاومة الوطنية يكمن في مواجهة نظام اسياس افورقي الذي اثبتت تجربته في الساحة الوطنية مدى تجبره وتسلطه ، واثبت منذ العام الأول لاعلان دولة ارتريا انه لا يفكر مطلقاً في ان يكون رئيساً للشعب كله على حدٍ سواء ولا يفكر في تأسيس نظام وطني ديمقراطي وبالطبع فهو لم يفكر في ان يؤسس لدولة القانون والعدالة المحكومة بدستور شرعي يقره الشعب عبر مؤسسات وطنية قائمة على القانون . وأثبتت تجربة وحقبة حكومة اسياس على كافة مستويات الحياة في البلاد انها جرت البلاد لإتون صراعات مؤذية تهدد مستقبل وأمن وسيادة البلاد،
وما نشهدة ونتابعه اليوم على حدودنا الجنوبية يشكل مصدر قلق لكل وطني غيور ولعموم شعبنا الذي مهر استقلال ارتريا بدماء غالية وارواح ثمينة ، ونعتقد جازمين ان تحالفات نظام اسياس الإقليمية قد أُسست على رؤية قاصرة لم تتحسب من التاريخ ولم تستفد من تجارب الشعوب من حولنا ، فكيانات الدول الوطنية الراشدة لا تحمى بعصى ويد الغير ولكنها تحاط بسواعد وطاقات ابنائها لأنهم الاحرص على التضحية من اجل سيادة وطنهم وحماية مقدراتهم ، ونقول بقوة ان نظام افورقي الذي بدد قوة شعب ارتريا واهدرها في اللجوء والمنافي واغلق ابواب البناء السياسي والعمراني والتنمية في البلاد وهجر الشباب الى المنافي قد ساهم من حيث يدري ولا يدري لإضعاف اليد الإرترية وادخل البلاد في دوامة تهديدات مغرضة لكل ذي نوايا عدوانية تجاه ارتريا ،
جماهير شعبنا الصامد وقواه الوطنية المقاومة :
ليس في مصلحة الجميع ، في ظل التطورات المتسارعة في منطقتنا ان نفوت اي فرصة لخلق توافق وطني شامل بين كل اطراف المقاومة الوطنية لكل مكونات شعبنا والوقوف صفاً مواحداً في مواجهة رأس الأزمة والمتسبب الرئيسي فيها وهو نظام اسياس افورقي وعصاباته ، حيث يتحمل مسؤلية اي تهديد يمكن ان تتعرض اليه بلادنا من أي طرف مغرض في المنطقة ، ونرى ان توحيد الرؤيا السياسية والأمنية لإرتريا وتحديد الهدف الإستراتجي والرئيسي للمقاومة الوطنية يمثل مطلباً حيوياً في هذه المرحلة الحاسمة .
المجد لشهداء ثورتنا الظافرة وقادتها الأبطال
التحية لجيش التحرير الإرتري البطل في يوم انطلاقته
الإندحاروالخزي للنظام الدكتاتوري في اسمرا
جبهة التحرير الإرترية
م2022/9/1